يقارن ترامب بصدّام

روحاني يقارن ترامب بصدّام ويتحدث عن مواجهة حرب

  • روحاني يقارن ترامب بصدّام ويتحدث عن مواجهة حرب

دولي قبل 6 سنة

روحاني يقارن ترامب بصدّام ويتحدث عن مواجهة حرب

طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب

قارن الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره الأميركي دونالد ترامب بالرئيس العراقي السابق صدّام حسين، واعتبر أن بلاده تواجه «وضع حرب»، بعد العقوبات المشددة التي فرضتها واشنطن. لكنه تعهد الالتفاف عليها، واشترط للحوار مع الولايات المتحدة أن «تلتزم تعهداتها». لكن طهران أقرت بأن آلية مالية أعدّها الاتحاد الأوروبي للالتفاف على العقوبات الأميركية وإنقاذ الاتفاق النووي المُبرم عام 2015، «معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً».

 

الرزمة الثانية من العقوبات الأميركية تطاول القطاعين النفطي والمصرفي في إيران، وتأتي بعد حزمة أولى فُرضت في آب (أغسطس) الماضي، علماً أن إدارة ترامب أعلنت في أيار (مايو) الانسحاب من الاتفاق النووي المُبرم عام 2015.

 

واعتبر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أن هذه العقوبات «هي الأشد التي تُفرض» على طهران، وتدرجها الولايات المتحدة في إطار محاولتها إرغام إيران على كبح برنامجَيها النووي والصاروخي، وتقويض تدخلاتها الإقليمية.

 

لكن الولايات المتحدة منحت 8 دول إعفاءات موقتة لمواصلة استيراد نفط إيراني، علماً أن مسؤولين أميركيين ذكروا أن هذه الدول ستودع إيرادات طهران في حساب خاص. وأعلنت كوريا الجنوبية حصولها على استثناء من العقوبات الأميركية، في تدبير يُرجّح أن يطاول أيضاً الصين والهند واليابان وتركيا.

 

وأثارت العقوبات قلقاً في إيران، لا سيّما بعد انهيار الريال، فيما يعاني الاقتصاد الإيراني مشكلات ضخمة، بينها البطالة والتضخم والفساد وضعف الاستثمارات وقطاع مصرفي مثقل بـ «أصول سامة». وقال مالك متجر للعلاج بواسطة الأعشاب في طهران: «تأثير العقوبات كارثي في الاقتصاد، تراجعت القدرة الشرائية. الولايات المتحدة تتصرّف مثل بلطجي، طالما تُصغي إليها تتركك لشأنك وإلا تُحاول أن تخنقك».

 

لكن سلاحَي الجوّ في الجيش الإيراني و «الحرس الثوري» بدآ أمس مناورات للدفاع الجوي في مناطق مساحتها نصف مليون كيلومتر مربع. وقال الجنرال عطاء الله صالحي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية: «العدو الصهيوني لا يتمتع بإستراتيجيات عميقة في الدفاع المدني، على رغم أنه يشيّد ملاجئ ويستعدّ لحروب. لكن الملاجئ الصهيونية ستتحوّل مقابر جماعية في الحرب المقبلة».

 

تزامن ذلك مع اتهام إيران إسرائيل بشنّ هجوم إلكتروني فاشل على أنظمة اتصالاتها. وكتب وزير الاتصالات الإيراني محمد جواد آذري جهرمي على «تويتر» إن إسرائيل التي لديها «تاريخ طويل في اللجوء إلى الهجمات الإلكترونية، بما فيها استخدام فيروس ستاكسنت، حاولت مجدداً ضرب البنى التحتية للاتصالات في إيران». وأضاف: «أحبطت فرق فنية هذه المحاولات، من خلال تحلّيها بوعي ويقظة. سنتابع هذا العمل العدائي لدى الأوساط الدولية».

 

وأعلن رئيس مجلس إدارة شركة الاتصالات الإيرانية حميد فتاحي «إحباط هجمات سايبرية عشوائية من الكيان الصهيوني الغاصب، على البنى التحتية للاتصالات» في بلاده.

 

روحاني

 

وشدد روحاني على «أهمية الوحدة بين أطياف الشعب الإيراني، بكل تياراته السياسية»، معتبراً أن «لذلك تأثيراً كبيراً في مواجهة سياسات البيت الأبيض وقراراته». وأضاف في إشارة إلى الولايات المتحدة: «نحن في وضع حرب اقتصادية ونواجه قوة متغطرسة تستهدف اقتصادنا. الهدف الأساسي للعقوبات هو شعبنا. أعتقد أنه في تاريخ أميركا، لم يدخل شخص البيت الأبيض وهو يخالف إلى هذا الحدّ القانون والاتفاقات الدولية. واجهنا صدّام بالأمس، ونواجه ترامب الآن. لا فرق، علينا أن نقاوم وننتصر».

 

وتابع: «غالبية الدول تواجه أميركا وتدعم إيران. حتى الشركات والحكومات الأوروبية غاضبة من السياسات الأميركية». وخاطب الأميركيين قائلاً: «أُعلن أننا سنلتف بفخر على عقوباتكم غير المشروعة والظالمة، لأنها تخالف القوانين الدولية. أرادت أميركا أن تخفّض مبيعات النفط الإيرانية إلى صفر، لكننا سنواصل بيع نفطنا ونخرق العقوبات. على أميركا أن تدرك أنها لا تستطيع استخدام لغة القوة ضد إيران، نحن مستعدون لمقاومة أي ضغط. وزارة الاقتصاد ستشكّل رأس حربة في المواجهة مع الولايات المتحدة».

 

وكرّر روحاني أن «البعد السياسي» للاتفاق النووي ما زال قائماً، لافتاً إلى أن قادة «أربع دول كبرى» عرضوا عليه، خلال زيارته نيويورك في أيلول (سبتمبر) الماضي، للمشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التوسط كي يلتقي ترامب. وأعلن أنه رفض، وزاد مخاطباً الأميركيين: «لا حاجة لوساطة ولهذه الرسائل. التزموا تعهداتكم وسنجلس ونتحاور».

 

لكنه استبعد الاستجابة لمساعي إدارة ترامب بإبرام اتفاق جديد، يكبح البرنامج الصاروخي لإيران وتدخلاتها الإقليمية، قائلاً في إشارة إلى الأميركيين: «يواصلون توجيه تلك الرسائل إلينا ويطلبون الجلوس للتفاوض. التفاوض من أجل ماذا؟ عليكم أولاً التزام المفاوضات التي أنجزت (في الاتفاق النووي)، لكي تكون هناك أسس للمفاوضات المقبلة».

 

أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فاعتبر أن «أميركا لم تتمكّن من إضعاف الاتفاق النووي، وخرجت منه بفضيحة»، مشدداً على أنه «ما زال يضمن مصالح» طهران. وكتب على «تويتر»: «تحدّت الولايات المتحدة أكبر محكمة في الأمم المتحدة ومجلس الأمن، بمعاودتها فرض عقوبات على إيران تستهدف المواطنين. لكن البلطجة الأميركية تأتي بنتائج عكسية، فالولايات المتحدة هي التي باتت معزولة، لا إيران».

 

وسألت صحيفة «يو أس توداي» الأميركية ظريف عن إمكان إجراء مفاوضات جديدة مع إدارة ترامب، فاشترط أن «تبدّل نهجها وسلوكها».

 

وشدد الناطق باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي على أن «الضغط الاقتصادي الذي تمارسه أميركا على إيران بلا جدوى». وأعلن أن الآلية المالية الأوروبية «تتقدّم في شكل جيد»، مستدركاً أنها «معقدة وستستغرق وقتاً طويلاً، ويجب التحلّي بالصبر».

 

التعليقات على خبر: روحاني يقارن ترامب بصدّام ويتحدث عن مواجهة حرب

حمل التطبيق الأن